21/12/2009
Manifesto Futurist 1909
de Filippo Tommaso Marinetti
Publié le 20 février 1909 dans le Figaro/Version Arabe
لويدجى روسولو
رسام
ميلانو 11 مارس 1913
فن اشكال الضوضاء:
الى العزيز باليللا براتيللا – الموسيقى المستقبلى العظيم
فى روما وبمسرح كوستانسى الذى كان يعج بالناس حيث كنت بصحبة اصدقائى من المستقبليين: مارينتى وبوتشونى و كارا وباللا وسوفيتشى وبابينى و كافاكيولى، وبينما كنت استمع الى العزف الاوركسترالى لموسيقتك المستقبلية التى تتملك السامع فى قوة، نمى الى عقلى فن جديد انت الشخص الوحيد الذى يستطيع تقديمه الا وهو فن اشكال الضوضاء كنتيجة منطقية لابداعاتكم الرائعة.
كانت الحياة القديمة تتميز بالسكون التام ولكن فى القرن التاسع عشر ومع اختراع الالات ظهرت الضوضاء على اختلاف اشكالها.
وقد انتصرت اليوم “الضوضاء” بل وهيمنت على احاسيس ومشاعر الانسان، ولقرون عديدة مضت كانت الحياة تتميز بالسكون او بالاحرى يمكن نعتها بالصمم.
فى تلك الفترة وفى وسط هذا السكون لم تكن اشكال الضوضاء بهذه الكثافة ولا بهذه القوة ولا بهذا التنوع الذى نشهده اليوم.
وبعيداً عن حركات الارض الاستثنائية والاعاصير والعواصف وانهيارات الكتل الثلجية والشلالات، فيمكننا القول بأن الطبيعة تتميز بالسكون.
لذا ومع ندرة اشكال الضوضاء قديماً، نجد ان الاصوات الاولية التى استطاع الانسان ان يصدرها بأستخدام قصبةً مخرومة او وتراً مشدود، قد ادهشته وابهرته كأصواتاً جديدة فى وقعها على اذانه.
لذا فقد نسبت الشعوب الاولية الصوت الى الالهة كشىء مقدس وخاص بالكهنة الذين استخدموه بطبيعة الحال لاثراء طقوسهم بالالغاز.
ومن هنا نشأ مفهوم الصوت كشىء مختلف فى حد ذاته بل ومستقل عن الحياة ومن ثم فقد ظهرت الموسيقى كعالم خيالى خاضع للواقع اى للعالم المقدس الذى لا يمكن اختراقه على الاطلاق.
من هنا نستخلص وبسهولة ان ادراك الموسيقى بهذه الطريقة كان سبباً رئيسياً فى عرقلة تقدمها مقارنةً بالفنون الاخرى.
فاليونانين انفسهم عملوا على تحديد المجال الموسيقى جداً الذى كانوا يهجلونه وذلك من خلال نظريتهم الموسيقية التى تم وضعها بطريقة رياضية بحتة على يد “بيتاجورا” والتى استناداً عليها كان مسموحاً فقط بأستخدام القليل من الفواصل الموسيقية المتناغمة، مما اوجد هناك استحالة كبيرة فى الحصول على التناغم الهارمونى.
فى العصور الوسطى ومع النمو والتطور والتعديلات التى اجريت على النظام اليونانى الرباعى الالحان ومع ظهور الانشاد الغريغورى واشكال الغناء الشعبى فقد ساعد هذا على اثراء فن الموسيقى ولكن ظل ادراك الصوت ادراكاً محدوداً وقد دام هذا الامر لقرون عديدة وما زلنا نجده فى تعددية الاصوات التى تميز الموسيقى الفلامنكية (الخاصة بقاطنى منطقة فلاندر).
ومن ثم فلم يكن هناك وجود للتوافق الموسيقى، ولم تكن عملية تنمية وتطوير الاصوات الموسيقية المختلفة خاضعة للتوافق الذى كان ممكنا فى حالة اتحادها معاً.
لذا فقد ظهرت تدريجياً الرغبة والبحث وبل والميل الى تذوق الوحدة التلقائية من الاصوات المختلفة اى الوصول الى التوافق والتناغم الموسيقى لهذه الاصوات وذلك من خلال الانتقال من التوافق الصوتى المتقن بأستخدام القليل من المقابلات الصوتية البسيطة وصولاً الى المقابلات المركبة التى تميز الموسيقى المعاصرة.
وقد امعن فن الموسيقى البحث وحصل منذ البداية على نقاء وصفاء وعذوبة الصوت ومن ثم فقد عمل على دمج الاصوات المختلفة معاً وذلك مع الاعتناء الشديد بتقديم هارمونى عذبة ترهف الاذن.
اليوم ومع توسع عملية البحث فى المجال الموسيقى، اتخذ فن الموسيقى اتجاهه نحو دمج الاصوات المتقابلة والغريبة بل والحادة فى وقعها على الاذن، الامر الذى نتج عنه اننا نقترب اكثر فأكثر من موسيقى الصوت- الضوضاء.
ويسير هذا التطور الموسيقى فى طريق متوازى مع كثرة اختراع الالات التى تعين الانسان فى كل مكان على مواصلة حياته العملية. ومن ثم فقد خلقت الالة اليوم ليس فى الاجواء الصاخبة التى تميز المدن الكبرى فقط بل و فى القرى التى كانت تتميز بالامس القريب بالسكون والهدوء، تنوعاً شديداً وتنافسية فيما يتعلق بأشكال الضوضاء، حيث ان الصوت النقى فى رتابته لم يعد يثير اى مشاعر او انفعالات لدى المستمع.
وحتى يتم اثارة المشاعر وارهافها عند المستمع فقد كان على الموسيقى ان تأخذ طريقها نحو التطور وذلك من خلال البحث عن الاصوات المتعددة والمتآلفة موسيقياً بل والمركبة احياناً هذا بالاضافة الى البحث عن النغمات المتنوعة بأستخدام الالات الموسيقية المختلفة، والبحث عن المتتاليات من المقابلات الصوتية المختلفة للوصول الى موسيقى الضوضاء.
لم يكن هذا التطور نحو “الصوت- الضوضاء” ممكناً قبل وقتنا هذا حيث أن أذان رجل القرن الثامن عشر لم تكن تتحمل هذه الكثافة من المفارقات أو المقابلات الصوتية لبعض الانتاجات الموسيقية التى تؤديها مجموعات اوركستراتنا والتى بلغ عدد عازفيها ثلاثة اضعاف ما كانت عليه فى الماضى.
ولكن وعلى العكس فقد ألفت اذاننا سماع هذه الاشكال الموسيقية الجديدة نظراً لانها ترعرت فى خضم الحياة الحديثة المفعمة بالضوضاء المتعددة الاشكال.
ليس هذا فقط بل ولم ترتضى اذاننا بهذا الكم من اشكال الضوضاء، فأخذت تطالب بالمزيد من المؤثرات الصوتية الاخرى.
ومن ناحية اخرى يظهر الصوت الموسيقى محدود جداً فى اطار تنوع رنين الالة ومن ثم فإن اكثر الاوركسترات عدداً وواكثرها امكانياتاً صوتية تقلل من اقسام الاتها الموسيقية لتصل الى اربعة او خمسة اقسام مختلفة بعضها عن البعض فيما يتعلق بدرجة الرنين: الالات الوترية والات النفخ المعدنية والات النفخ الخشبية والات النقر.
وعلى هذا فتحاول الموسيقى الحديثة جاهدة ً دون جدوى الخروج خارج تلك الدائرة المحدودة مبتدعةً اصوات ونغمات جديدة ومتنوعة.
لذا فعلينا تحطيم دائرة الاصوات النقية المحدوة هذه واكتساب العدد اللانهائى من الاصوات- الضوضاء.
ومن ناحية اخرى نحن نعترف بأن كل صوت من هذه الاصوات يثير لدى المستمع مجموعة من المشاعر والاحاسيس المعروفة الامر الذى يؤدى به الى الضجر والملل بالرغم من جهود جميع العازفين المبتكرين والمجددين.
وقد استمتعنا وتذوقنا جداً نحن المستقبلييون معزوفات كبار الموسيقيين.
وعلى هذا فقد هزتنا وارهفت مشاعرنا لسنوات عديدة موسيقى بتهوفن وفجنار.
والان وصلنا الى حالة شبع وها نحن نستمتع اكثر من خلال عملية توفيق وتألف الاصوات الناتجة عن اشكال الضوضاء مثال الترام والسيارات والمركبات الاخرى ودوى الانفجارات العالية بل ويفوق استمتاعنا اكثر من خلال الاستماع الى كبرى السيمفونيات التى تجسد البطولات او التى تجسد اجواء الحياة الشعبية.
ومن ثم فلا نستطيع ان نرى ذلك الجهاز الضخم متعدد القوى الذى يتمثل فى اوركسترا اليوم الحديثة دون ان نصاب بالاحباط العميق امام نتاجهم الصوتي الهزيل.
الا تشاركونونى الرأى فى انه ليس هناك ما يضحك اكثر من رؤية عشرين رجلاً وهم يتكالبون على مضاعفة مواءات الة الفيولين؟
كل هذا بالطبع لاسعاد مهاويس الموسيقى وربما لانعاش جو صالات الموسيقي الناعس.
هلما ندخل نحن المستقبلييون الى احدى مصحات الاصوات المصابة بفقر الدم الانميا: ها هى اول جملة موسيقية تصل الى اذاننا فتصيببنا بالملل مما سمعناه الامر الذى يجعلنا نستشعر ما سوف تحمله لنا الجملة الموسيقية التالية من ضجر.
ومن جملة موسيقية الى اخرى نتجرع اشكال مختلفة من السأم والضجر الخالص ونحن نتلمس فيها ذلك الشعور الرائع الذى لا يأتينا ابداًً.
وعلى ذلك نحن نجد فى ذلك خليطاً منفراً قوامه الاحساسيس المتكررة والانفعالات البلهاء لدى المستمعين الذين ينتشون وهم يمارسون غيابهم عن الوعى المتكرر لالاف المرات.
فلنطرح كل هذا ونخرج خارجاً من هذه الدئرة، ولما كان فى غير استطاعتنا ان نكتم بداخلنا رغبتنا فى خلق واقعاً موسيقياً جديداً يتميز بتسديد الصفعات الصوتية نتخطى بها سواء الات الفيولين اوالبيانو والكونترباص وغيرها من الالات التى تصدر اصوات الناحبة ، فلنخرج خارجاً!
ومن ثم فليس هناك اى اعتراض حول أن الضوضاء ماهى الا اصوات راعدة لا تستصيغها الاذن، كما يبدو لى ايضاً انه لمن غير المجدى حصر كل اشكال الضوضاء المقبولة والناعمة والتى تمتع الاذن.
وحتى نرضى بالتنوع المذهل لاشكال الضوضاء، يكفينا التفكير فى :دوى الرعد مع صفير الرياح وهدير الماء فى مسقطه و خرير مياه احدى جداوال المياه و حفيف اوراق الشجر و وقع عدو جواداً يبتعد و قفزات عربة كارو على احجار الطريق، و انفاس مدينة عريقة ليلاً وفى كل اشكال الضوضاء التى تصدرها الوحوش الضارية والحيوانات الاليفة وتلك الضوضاء التى قد تصدر عن فم الانسان دون ان يتحدث او ينشد.
نجتاز عاصمة من العواصم الكبرى الحديثة وننتبه بأذاننا اكثر من اعننا وسوف نستمتع فى تمييز صوت مرور المياه والهواء والغاز فى انابيبها المعدنية و“برتمة” الموتورات وهى تتنفس وتبض فى حيوانية مطلقة ولعثمة الصمامات وتردد المكابس وصرير المناشير الالية وقفزات الترام على القضبان وطرقعة السياط و“هفهفة” الستائر والاعلام.
كما اننا سنستمتع جميعنا جداً حينما نصيغ فى شكل اوركسترالى صخب اقفال المحلات وخبطات الابواب عند اغلاقها بقوة وضجيج وقع اقدام الزحام والصخب المتنوع لاصوات محطات المترو والسكك الحديدية وضجيج مصانع المنسوجات الليفية والمطابع ومحطات الكهرباء الرئيسية والسكك الحديدية تحت الارض.
هنا لا يمكننا ايضاً ان نغفل فى احصائنا لاشكال الضوضاء تلك الجديدة جداً والخاصة بالحرب الحديثة .
وعلى هذا فما نريده هو وضع اشكال الضوضاء المتنوعة فى اطار اصواتاً موسيقية متناغمة ومنتظمة، هذا لا يعنى اننا نسلب هذه الاشكال كل حركاتها ورنين ايقاعاتها الغير منتظمة وكثافتها، انما نعطى درجة او نغمة لاكثر درجات رنينها قوةً وغلبةً.
وعلى هذا فالضوضاء تختلف عن الصوت فقط فى أن درجات رنينها تكون مضطربة وغير منتظمة سواء من حيث الايقاع الموسيقى أو الكثافة.
إذن لكل شكل من اشكال الضوضاء نغمة بل و احياناً يكون لها نغمة غالبة فى اطار مجموع درجات رنينها الغير المنتظمة.
هنا واستناداً على هذه النغمة المتميزة والغالبة تظهر امكانية اعطاء هذا الشكل من اشكال الضوضاء ليس نغمة واحدة فحسب بل الكثير من النغمات المتنوعة دون ان يفقد هذا الشكل مميزاته وسماته، اعنى درجة الرنين التى تميزه.
وعلى هذا فبعض اشكال الضوضاء الناتجة عن الحركة الدائرية قد تقدم سلماً موسيقياً كاملاً ومتعدد النغمات الموسيقية التصاعدية اوالتنازلية وذلك من خلال زيادة او تقليل سرعة الحركة الدائرية.
وبما ان كل ظاهرة من ظواهر حياتنا يصاحبها شكل من اشكال الضوضاء، فالضوضاء تمثل شيئاً مألوفاً ومستصاغاً بالنسبة لاذاننا هذا بالاضافة الى قدرتها على استدعائنا مباشرةً الى الحياة.
وبينما اصبح الصوت الموسيقى الغريب على الحياة كعنصراً عارضاً وليس ضرورياً، يمثل شيئاً مألوفاً لاذاننا، فالضوضاء على العكس من ذلك فى وصولها الينا مضطربة وشازة، لا تكشف عن ذاتها امامنا بالشكل الكامل ولكنها تدخر لنا المفاجأت التى لا حصر لها.
اذن نحن واثقون من اننا لو قمنا بأختيار وتنسيق بل وحصر جميع اشكال الضوضاء سنثرى بل وسنسعد اناس كثيرة بلذة ونشوة جديدة لا ريب فيها، وبالرغم من ان سمات الضوضاء هى استدعائنا بشكل عنيف للحياة فأن فن اشكال الضوضاء لابد الا ينحصر فى محاكاة هذه الخاصية.
هنا سيصل هذا الفن الى اقصى قدراته وابداعاته فى تقديم العديد من المؤثرات الصوتية الممتعة والتى سيستلهمها الفنان من اشكال الضوضاء المتوافقة والمتألفة.
وها هى الست اجناس الخاصة بأشكال الضوضاء لأوركسترا مذهب المستقبلية التى سننفذها بل وسنقدمها قريباً بأستخدام الالات المناسبة:
1- قصف، رعود، انفجارات، خرير، دوى..........
2- صفير، ازيز، نفحات..........
3- تمتمات، همهمات، برتمات، غمغمات(ضجيج)، قرقرات ..........
4- صرير اسنان، طقطقة (خشخشة)، حفيف، طنين متواصل، ضجيج متلاحق ..........
5- اشكال من الضوضاء تصدر عن الضرب على المعدن ، الخشب، الجلد، الحجر، الفخار..........
6- اصوات حيوانات وبشر: صيحات، صرخات، تأوه (انين)، صياح عويل ، ضحكات، حشرجة انفاس ، نحيب..........
ومن ثم فقد ادرجنا فى هذه القائمة اكثر اشكال الضوضاء الرئيسية تميزاً، اما عن الاشكال الاخرى فهى ليست سوى عملية تجميع وتوفيق بين هذه الاشكال. ومن ثم فالحركات الايقاعية الخاصة بكل شكل من اشكال الضوضاء لانهائية بل وكما هو الحال بالنسبة للنغمة فللضوضاء ايضاً ايقاعاً مسيطراً ليس فقط بل وحول هذا الايقاع يوجد عدد لا حصر له من الايقاعات الثانوية التى ترهف الحس ايضاً .
اخيراً اختم كلماتى بالنقاط التالية :
1- على العازفين المستقبليين التوسع فى مجال الاصوات واثرائه، الامر الذى يمثل ضرورة من ضرورات احاسيسنا ومشاعرنا، خاصةً وقد لاحظنا ان مؤلفى الموسيقى العباقرة اليوم يتجهون نحو التكوينات الموسيقية القائمة على المفارقات الصوتية المركبة.
إى أن هؤلاء العباقرة فى بحثهم اخذوا يبتعدون كثيراً عن الصوت النقى ليصلوا بشكل تقريبى الى الصوت- الضوضاء.
ومن ثم فلا يمكن اشباع هذا الاحتياج والوصول الى هذا الهدف الا من خلال اضافة واحلال اشكال الضوضاء بدلاً من الاصوات.
2- على العازفين المستقبليين استبدال ما هو محدود فى رنين الالات الاوركسترالية المعروفة اليوم بالتنوع اللانهائى الذى تتيحه درجات رنين الضوضاء بأشكالها المختلفة والذى يتم انتاجه من خلال تقنيات و اليات خاصة بها.
3-لابد وان يجد الحس الفنى للعازف الموسيقى بعد تحرره من الايقاع البسيط والتقليدى، فى اشكال الضوضاء الحل الامثل للتوسع والتجديد حيث ان كل شكل من اشكال الضوضاء يقدم وحدة من الايقاعات المتنوعة بالاضافة الى ذلك الايقاع أو تلك النغمة الغالبة.
4- ولما كان كل شكل من اشكال الضوضاء يحتوى على نغمة غالبة يختص بها ، فيمكن الحصول عليه بسهولة من خلال الالات الموسيقية التى يتم تصنيعها خصيصاً لهذا الشكل الموسيقي والتى تتيح انطلاقه بدرجاته المختلفة من “التون” و“النصف تون” و“الربع تون”.
ومن الجدير بالذكر أن هذا التنوع فى النغمات لا يسلب كل شكل منفرد من اشكال الضوضاء مميزات درجة رنينه ولكن يساعد على زيادة مداه.
5- كما ان الصعوبات العملية الخاصة بصناعة هذه الالات ليست بالامر الخطير، فمجرد تحديد المبدىء الالى الذى ينتج هذا الشكل الضوضائى يمكن تغير نغمته بشكل يتوافق مع القوانين الصوتية العامة.
وعلى سبيل المثال يمكن الحصول على الصوت- الضوضاء من خلال تقليل او زيادة السرعة لو كان للالة حركة دائرية، اما فى حالة عدم احتواء الالة على حركة دائرية فيمكن الاعتماد على التضخيم او الشدة للصوت .
6-ولكى تصل الاوركسترا الى تأثيرها الصوتى على الوجدان فلن يكون ذلك من خلال متتالية من اشكال الضوضاء التى تحاكى الحياة وانما من خلال ما يمليه الخيال من توافق للاصوات ولدرجاتها .
لذا فلابد وان يتوافر فى كل الة موسيقية امكانية تغيير التون او الصوت وان يكون لها مدى موسيقى كبير .
7- ونظراً لأن تنوع اشكال الضوضاء لا نهائى ولو تمكنا اليوم ونحن نمتلك ربما الف الة مختلفة من تمييز الف شكل من اشكال الضوضاء فغداً ومع كثرة وتزيد عدد الالات الحديثة فسيمكننا تمييز عشر او عشرين او ثلاثين الفاً من اشكال الضوضاء المتختلفة والتى ببساطة لا يجرى محاكاتها ولكن لابد أن نحدث فيما بين اشكالها تألفاً وتوفيقاً طبقاً لما يمليه علينا خيالنا.
8- ومن ثم فنحن نوجه الدعوة الى عباقرة شباب الموسيقين والجاسورين لمواصلة ملاحظة جميع اشكال الضوضاء للوقوف على الايقاعات المختلفة التى تكونها و ما بها من نغمات رئيسية وثانوية.
وبعمل مقارنة بين درجات الرنين المتنوعة والخاصة بأشكال الضوضاء وتلك الخاصة بالاصوات الموسيقية سنصل الى درجة الاقتناع الكلى بأن اشكال الضوضاء اكثر ثراءً من الاصوات، ولن تؤدى هذه المقارنة الى فهم اصوات الضوضاء وحسب وانما ستقودنا الى تذوقها والولع بها .
وبعد ان اكتسب حسنا الفنى الثرى اعيناً مستقبليية كذلك سيكتسب اذاناَ مستقبلية جديدةً .
وهكذا يأتى اليوم الذى يلمس فيها حسنا الموسيقى ما بأصوات الموتورات والالات التى تزخر بها مدننا الصناعية من تناغم حتى نجد فى كل ورشة اوكسترا ضوضائية تنتشى لها انفسنا.
عزيزى “براتيللا” اقدم لعبقريتك الفنية المستقبلية رؤيتى هذه وادعوك لنقاشها.
انا لست موسيقياً ومن ثم ليس لى ما افضل سمعه دون غيره وليست هناك اعمال فنية اود الدفاع عنها، لست سوى رسام من انصار المستقبلية، يعلن من خلال فن محبوب للغاية لديه عن رغبته فى تجديد كل شىء، لذا فاننى اكثر مجازفة من شخص كانت الموسيقى مهنته فأنا لا اكترث بعدم كفاءتى الظاهرية ولكننى مقتنع بأن المجازفة تفترض فى حد ذاتها كل الحقوق وكل الامكانات وتمكنت من ادراك بما فى الموسيقى من تجديد عظيم من خلال فن اشكال الضوضاء.
لويدجى روسولو
رسام
ميلانو 11 مارس 1913