02/12/2007
لماذا رامي؟
لماذا رامي؟
ان التقنيات الجديدة في الإعلام والاتصال انتشرت في كل جوانب الحياة اليومية، في الحياة الخاصة كما في الحياة المهنية، وأصبحت تتيح لكل الناس في كل العالم إمكانيات جديدة وهائلة للحصول على المعلومات. وفي الوقت نفسه، إنها تقلب شروط وطرق الاتصال والتعبير انقلابا جذريا، وتحدث تغييرات في النمط اليومي لمعالجة الزمان والمكان. إنها تحول فعلا أساليب التبادل فضلا عن اللغة المستخدمة في التعبير، وتؤدي إلى تغييرات حاسمة في رموز تصوير الواقع. وينتج عن كل ذلك تخوفا كبيرا من تحويل كل شيء إلى أشكال افتراضية في التبادل بين البشر، وذلك على حساب العلاقة الحقيقية مع الآخر.
في هذا السياق ، استولى بعض الفنانين على التقنيات الجديدة لاستكشاف طرق جديدة للولوج في عالم الإبداع العصري. يتعرف الفنانون البصريون والمسرحيون والموسيقيون ومصممو الرقص على هذه الأدوات الجديدة وشروطها الملزمة بغية اقتراح وجهات نظر جديدة للجمهور، ومجالات جديدة للتلقي والإدراك. وبالتالي، تنتج الفنون الرقمية والوسائل المتعددة الوسائط أعمالا فنية لا يمكن تصنيفها، بهدف التمكن من استيعاب الحالة المعقدة للعالم الراهن والتي يتعسر إدراكها بالطرق الاعتيادية.
في جميع البلدان اليوم، تظهر مساعي ومشاريع فنية تحمل بصمات هذه الأدوات الرقمية: نرى في المهرجانات والمعارض الدولية تواجد متزايد للتجهيزات والعروض الأدائية والأعمال التفاعلية. هذه هي الحال في كل أرجاء البحر المتوسط. أما في لبنان، فهناك مجموعات عديدة من الفنانين تلتزم العمل في الورش التجريبية. في فرنسا، وخاصة في مرسيليا و ايكس - ان - بروفانس ، يقوم ناشطون ثقافيون بتطوير ونشر المشاريع الرقمية. في مصر، هناك أماكن جديدة في القاهرة والاسكندرية تستقبل الفنانين في حلقات عمل ومحترفات. وفي اطار الـBJCEM، تزداد في كل موعد جديد الحصة المخصصة للوسائل المتعددة الوسائط والفنون الرقمية.
اليوم، هناك هدفان يبرران تحقيق المشروع رامي : 1-الحاجة إلى تقريب الفنانين والمهنيين والجمهور في محاولة فهم أفضل للمضمون والخطوات الفنية والتقنية الخاصة بهذا الميدان. ويبدو مهمّا للغاية إبراز القيمة التي ينبغي إضفاؤها على الجانب الإيجابي والإنساني من ظهور الأشكال الرقمية والمتعددة الوسائط.
2-أهمية إظهار هذه الأشكال الفنية ومنحها مساحة منظورة واضحة في المدى المتوسطي، مع ضرورة دعم هذا الانتشار بترويج مفاتيح لقراءة مشتركة وللتمكن من فك الرموز، للوصول إلى تنمية المناقشة والنقد في هذا المجال.
ويشعر كل من شمس في بيروت وZinc/ECM في مرسيليا، والاتليه الاسكندرية و ASTAR في ميلانو مع كل الشركاء وعلى وجه الخصوص ايكار وTERRACTIVE بأنه قد حان الوقت لتشجيع اللقاء حول أعمال لا تزال مبهمة، ومبدعين لا يزالون معزولين.
ان مشروع رامي يريد أن يقوم بالخطوة الأولى، مما يقتضي أولا جرد المعطيات الراهنة، وأن يبين كيف تأثر التقنيات الجديدة في المجالات الفنية من خلال إدخال الوسائل ذاتها في فنون مختلفة. ويُقصد أيضا في هذا المشروع إحداث مواجهة بين الفنانين والمهنيين والجمهور لإثارة التفكر والمناقشة. هذه اللقاءات الدولية حول الفنون والوسائل المتعددة الوسائط (مشروع رامي) سوف تتطور على خط قطري بين بيروت ومرسيليا والإسكندرية بغية التأكيد على هذا البعد الرابط بين الفنون والعمل على تنمية الانفتاح والتبادل.